هل يمكنك أن تطور دماغك و تصبح أكثر ذكاء ؟ العلم الحديث يكشف

 معلومات عن دماغ الإنسان

معلومات عن دماغ الإنسان

معلومات عن دماغ الإنسان. هل يمكنك أن تطور دماغك و تصبح أكثر ذكاء ؟ العلم الحديث يكشف؟.


 امتلاك القدرة على حل اعقد المشكلات الرياضية. ذاكرة حديدية تسمح لك باستيعاب اي شيء تقرأه. او تعلم اي مهارة او لغة جديدة في ظرف وجيز. هذا طموح اي انسان يريد الابداع والنجاح والتفوق. ولكن هل هذه مجرد احلام لا ينالها الا قلة من البشر? ممن خصهم الله بقدرات عقلية فريدة ومميزة? ام ان الذكاء امر يمكن التحكم فيه وانماؤه عند الانسان?


 الذكاء مرتبط اساسا بالدماغ. الذي يعتبره العلماء اكثر عضو تعقيدا في الكون. يحتوي على حوالي مائة مليار خلية عصبية. كل خلية ترتبط مع اخرى باكثر من عشرة الاف وصلة. عدد هذه الوصلات في دماغك يفوق عدد النجوم في الكون. وبالرغم من ان وزن الدماغ يشكل فقط اثنان بالمائة من وزن الجسم. الا انه يستخدم ما بين عشرين الى ثلاثين بالمئة من السعرات الحرارية المستهلكة. 


وكما يختلف البشر فيما بينهم من حيث الحجم واللون والشكل. فان الذكاء ايضا تتفاوت قيمته. من انسان لاخر وقد اهتم البشر بالذكاء منذ الاف السنين. ولكن اول من وضع اختبار قياس نسبة الذكاء او ما يعرف اختصارا بالاي كيو. هو عالم النفس الفرنسي الفريد بينيه. في بدايات القرن العشرين. بعد ان طلبت منه السلطة الفرنسية مساعدتها في ايجاد طريقة لمعرفة من هم الطلاب الذين يحتاجون مساعدة خاصة. 


لفهم المناهج الدراسية. فوضع مجموعة من الاختبارات التي يمكن من خلالها احتساب نسبة ذكاء الانسان. قيمتها عند اغلب البشر بين مائة ومائة وعشرة. اما من تجاوز في الاختبار قيمة المئة وثلاثين فهو صاحب ذكاء نادر. بعد ان تمكن العلماء من التعبير عن الذكاء بقيمة عددية. يميزون من خلالها بين الانسان العادي والعبقري. 


طرح في الاوساط العلمية السؤال التالي. هل يمكننا ان نصبح اكثر ذكاء؟ قبل الاجابة عن هذا السؤال علينا ان نفرق بين نوعين من الذكاء. فحسب معيار وضعه في الاربعينيات عالم النفس الامريكي الشهير رايموند برنارد كاتل. هناك ذكاء سائل وذكاء متبلور. الذكاء المتبلور هو الحصيلة المعرفية والعلمية التي جمعتها من خلال الخبرات والتجارب السابقة. 


وهو ما يعرف باختصار عند العامة. بالخبرة. وهذا النوع من الذكاء هو مكتسب. ولا ينخفض مع مرور الوقت بل بالعكس. هو يزداد قوة كلما كبر الانسان في العمر وكلما مر بتجارب وخبرات جديدة في حياته. اما الذكاء السائل فهو يولد مع الانسان. وهو يمثل قدرتك على ايجاد الحلول لمشاكل جديدة. تواجهك لاول مرة. 


بمعزل عن العلوم والخبرات السابقة. وهذا هو الذكاء الذي يبدأ في التدهور والانخفاض مع التقدم في العمر خصوصا بعد سن الثلاثين. وهو ما اهتم العلماء بدراسته لفهم ما هي العوامل التي يتأثر بها. وكيف يمكن تحسينه او تطويره? فالذكاء السائل هو ما يصنع انسانا شديد الفطنة والنباهة. واخضر على حل المشكلات المنطقية في حقول العلوم والرياضيات. 


بدأت الدراسات في هذا الباب في سبعينيات القرن الماضي محاولة الاجابة على هذا السؤال. هل الذكاء ابن البيولوجيا? ام ابن البيئة? واشهر تلك الدراسات هو ما قام به عالم الوراثة. وعلم النفس الامريكي جوزيف هورن في جامعة تكساس. شملت هذه الدراسة ثلاثمائة عائلة. لديها ابناء بالتبني. 


درس هون الفرق في معدل الذكاء الابن بالتبني. والام الحقيقية او البيولوجية. فوجد ان معدلات ذكاء الابناء تتشابه في الغالب مع الام البيولوجية اكثر من الام بالتبني. رغم ان الطفل قضى كل حياته منذ الولادة مع العائلة الكفيلة ولم يعش ابدا مع امه الحقيقية. قد يبدو ان هذه الدراسة كافية للاجابة عن سؤالنا. 


بان الذكاء مرتبط بالبيولوجيا والجينات اكثر من اي شيء اخر. فهذا ما اكدته ايضا دراسة حديثة اجريت سنة 2015. في كلية لندن الامبراطورية. حيث اكتشف الباحثون لاول مرة شبكتين من الجينات اطلقوا عليها اسم m1 و m3. تعتبر مسؤولة عن التأثير في الوظائف الادراكية. كالذاكرة والانتباه والمعالجة المنطقية ولكن المثير للانتباه هو ما كشفت عنه نفس الدراسة. 


حيث وجد الباحثون ان هاتين الشبكتين اللتان تحويان المئات من الجينات. من المحتمل ان تتحكم بها مفاتيح منظمة. لا زالت الدراسة تسعى لتحديدها. ورغم ان الدراسات لا تزال في بدايتها الا ان الباحثين يرغبون في معرفة ما اذا كانت هذه الشبكة الجينية يمكن استخدامها لتعزيز القدرات العقلية والمعرفية عند الانسان. حيث يقول الدكتور مايكل جونسون احد القائمين على هذه الدراسة. 


الدراسات تقترح انه ربما من الممكن ان نعمل على هذه الجينات من اجل تعديل وتحسين الذكاء عند الانسان. لكن هذا مجرد طموح لم يتحقق بعد. في النهاية كل الدراسات تعزز فكرة ان الذكاء شيء وراثي. وكل من يدعي ان تمارين الطاقة والتأمل والبرمجة اللغوية العصبية. يمكنها ان تحدث فرقا في مستوى ذكاء الانسان فهو كاذب. 


وكل ما يؤكده الباحثون ان النشاطات كالقراءة والطعام الصحي والتمارين الرياضية وحل الالغاز. سوف تفيد كثيرا في تطوير قدراتنا الادراكية. وتعزيز ذكائنا المتبلور المعتمد على الخبرة. لكنها لن تزيد ابدا في معدل الذكاء السائل عند الانسان. لكن هذا لا يغلق الباب امام فرص تطوير البحث العلمي في المستقبل.


بعد ان نتمكن من فهم الدماغ البشري بشكل افضل. لنتمكن من رفع ذكائنا الى مستويات غير مسبوقة. ولكن حتى الان لا توجد اي وصفة او تمارين او جراحة. يمكنها ان تجعل من انسان عادي اينشتاين جديد.