السر الذي سيجعل منك رجلا عظيما و ناجحا
السر الذي سيجعل منك رجلا عظيما و ناجحا ، و يعمل لك ألف حساب.
العالم اليوم في حركة دائمة ومتسارعة ما جعلنا في سباق حثيث مع الزمن. نبحث دائما عن انجاز المهام في اقصر وقت وباقل تكلفة. والاكيد ان ما احدثته التكنولوجيا من تغيير على نمط حياتنا. كان له اثرا بالغا. خاصتا على جيل الالفية. هذا الجيل الذي كبر في كنف الاجهزة الرقمية. وترعرع بين احضان المواقع الالكترونية.
تعلم منذ نعومة اظافره انه بجهد يسير ووقت قصير. يمكنه ان يفعل اي شيء تقريبا دون مشقة او عناء. ما ربى في نفسه ما يسميه المختصون بالرغبة في الاشباع الفوري. التي جعلت من الصبر والاناة سمة غائبة بشكل واضح لدى شباب هذا العصر. اجريت دراسة على الفي شخص بالغ من بريطانيا. خلصت الى ان الحياة الحديثة وما وفرته من رفاهية كان لها الدور الابرز في جعل اغلب البشر اليوم عديمي الصبر.
واكد ثلاث ارباع ممن شملتهم الدراسة. ان التكنولوجيا الرقمية لعبت دورا اساسيا في تنشئة جيل قليل الصبر كثير الجزع والتسخط. لذلك فالمتأمل في حال ابائنا واجدادنا سيجدهم اوسع حلما وصبرا وتبصرا. ويقدرون على تحمل النوائب والشدائد مقارنة مع الاجيال المتأخرة. لقد عرف الصبر منذ القدم على انه ام الفضائل.
وكما يقول الفيلسوف اليوناني الشهير سقراط انما تكسب المعارك بالصبر. فما من شخص ناجح الا وكان الصبر رفيقه في المحن والشدائد ومعينه على النوازل العصيبة وسنده في طريق النجاح وغيابه يغرق النفس في اوحال الاستكانة والفشل. لذلك يقول المخترع الامريكي الشهير توماس اديسون ان كثيرا من حالات الفشل في الحياة كانت لاشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح.
عندما اقدموا على الاستسلام. فلو انهم تحلوا بشيء من الصبر لما كان للنصر ان يخطئهم. في تجربة المارشيميلو الشهيرة التي اجراها عالم النفس الامريكي والدر ميشيل في ستينات القرن الماضي. كشفت ان الاطفال الذين كانت لديهم القدرة على الصبر وضبط النفس خلال التجربة كانوا اقدر على تحقيق نجاحات لاحقة في حياتهم الدراسية والمهنية. وحتى الاسرية.
ربما هذا ما دفع برائد صناعة الحديد والصلب. واحد اكبر رجال المال والاعمال في امريكا. اندرو كارنيجي. ان يقول الانسان الذي يمكنه اتقان الصبر يمكنه اتقان اي شيء اخر. ولكن للاسف كثير منا لا يطيق ذلك. فهل يمكن للانسان الجزوع بطبعه ان يتغير ويصير اكثر حلما وصبرا. تقول الدكتوراة ديبرا كومور بروفيسور في جامعة هوفسترا بنيويورك ان الامر يشبه ان تكون رياضيا.
حيث سنجد بعض البشر رياضيين بطبعهم. والبعض الاخر اقل ميلا نحو الرياضة. ولكن حتى اولئك ممن يفتقرون الى اللياقة البدنية. التدرب ليصبحوا افضل. وسيستجيب جسمه مع الوقت لذلك. ونفس الشيء ينطبق على الصبر ايضا. ما يجعل منه سلوكا يعلم لا علاقة له بالفطرة. وكما قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم. ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يقع.
فليس ثمة دين حث على الصبر والمصابرة كالاسلام. الذي جعله ركيزة كل فضيلة. واساس كل نجاح او انجاز. فجعل الله فيه نصره وفلاحه وعونه وحمايته وثناءه ومحبته. وهدايته ورحمته. ووعد ان يوفي اصحابه اجرهم بغير حساب. وكما قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد.
وقد اكد هذا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه كنوز من السنة. اين بين مكانة هذه الفضيلة الراقية? واكد على اهميتها في حياة المسلم. فيقول الرجولة مبنية على الصبر والتماسك. اما الجزع والاسترخاء فلا يقوم عليهما خلق ولا يوصل بهما الى نجاح. ثم يروي لنا الشيخ ما عاناه في شبابه من مواظبة وسهر هو يعكف على الدراسة وطلب العلم.
متأملا في غد اطيب. ولولا الصبر الذي يقهر الضجر ويطرد السآمة. ما قطعنا مرحلة ولا بلغنا مرادا. فالحياة كما يبين الشيخ الغزالي ليست لونا واحدا. فان الجو يصفو ويغيم. والصحة تقوى وتضعف. والايام تقبل وتدبر. والمهم ان لا تتعثر الخطى مع بعد الغاية ووعثاء الطريق. وما من سلاح تحفظ به نفسك. ودينك من هذه التقلبات مثل الصبر. في ضوء كل هذا سنفهم ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل اعمق حينما قال وما اعطي احد عطاء هو خير واوسع من الصبر.